على الرغم من جمال الصوت النسائي المنبعث من مكبر الصوت الا انه لم يثر انتباهي, كنت مشدودة الى ساعة يدي ,أنتظر في قلق لحظة الاقلاع, لن اصدق- ابد- ان الطائرة ستحلق في الجو, وانني سأتخلص من ظل صورتك الذي يطاردني في كل مكان , لن اصدق أنني سأتحررمن جنون حبك, ومن وجع هذا االارتباط الذي ضيعني ..الدقائق تمر كسنين عجاف , تزحف من ثاتية الى اخرى كشيخ هرم يجر مع رجليه ثقل عمره المتعب .. مرت دقيقتان والطائرة تربض في مكانها كتمثل كبيريقف فوق مساحة تطل على زمن اخر..الزمن..هذا العملاق الذي كان يسابق الريح ليختصراحلامي, شبابي,وسنوات عمري, لست ادري لماذا يسير اليوم بطيئا كأنه يعاندني, ويمددمساحة حزني, كنت غارقة أبحرفي قلقي, عندما سمعت صوت محرك الطائرة , وأحسست أنها تحركت من مكانها , وأخيرا تحرك هذا العملاق المارد ..أخيرا.. وانفرطت من عيني دمعاتان كبيرتان لم أستطع حبسهما, قد تكون دموع الفرح...لا... انها حارة وموجعة , ربما تكون دموع الفراق كمايقولون , لكن لما أبكيك والرحيل كان اختياري؟ لا.. انا ما اخترت الرحيل , بل انت أجبرتني عليه, وجعلتني أوقع معك وثيقتي الاخيرة. (كنت حبك الوحيد) جاءني صوتك باهتا من خلف زجاج نوافذ الطائرة . أعترف أني أحببتك كثيرا أعترف ايضا أنك كنت تسري في دمي..في عروقي , وتلتصق بجدار قلبي كجلد عظمي , ولم اصدق يوما أننا سننتهي هذا النهاية الموجعة ..... كنت وطني ,وجعي,وكنت منفاي اه منك يا وطنا وهبته العمر فأهدني حزمة من خراب, يا وطنا ضيعني مرتين , اوجعني مرتين..>مرة في اولى محطات العمر , ومرة في اخر محطات حياتي .................. بااااااااااي والتكملة قريبا